فيلم ثريا.. رحلة سينمائية عن مواجهة شبح القتل في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية

Shorouknews 06 February 2025

يسعى المخرجون الشباب إلى التعمق في بيئاتهم للخروج بمنتج سينمائي يعبر عن أعماق أفكارهم التي تتشابك مع معطيات البيئة التي نشأوا فيها، لذلك نجد بعض الصناع الجدد يعودون إلى حيث تغوص جذورهم لإنتاج فيلم سينمائي سواء روائي أو تسجيلي، ويعد فيلم “ثريا” واحدًا من هذه النماذج البارزة.

وفيلم ثريا من إخراج المخرج الشاب أحمد بدر كرام، قد عُرض في افتتاح مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، الذي شهد حضورًا من صناع السينما داخل وخارج مصر، برئاسة المخرجة هالة جلال.

الجذور والقصة

تتشابك في الفيلم جذور المخرج الشاب الصعيدية مع قصته حيث استقاها من مآسي نابعة من الصعيد، مآسي تولد مع وفاة كل روح تزهق من أجل خرافات الثراء الفاحش والتنقيب عن الآثار، وتتحول إلى أخبار عابرة في الصحف والمواقع الإلكترونية، ولكن أحمد قرر تسليط الضوء عليها بشكل سينمائي.

وُلد أحمد بدر كرام في محافظة أسيوط، حيث شكلت البيئة الغنية بالتراث والواقعية في مصر إلهامًا دائمًا له، وقد حصل على درجة البكالوريوس من كلية الآداب، قسم الإعلام، ثم انتقل لدراسة السينما التي يحبها في المعهد العالي للسينما بالقاهرة.

يرى أحمد نفسه ابن البيئة الصعيدية والحارات الشعبية، حيث يجد فيها ثراءً وجدانيًا وبصريًا ينعكس على أفكاره وأعماله، لذلك كتب وأخرج فيلم “ثريا”، المستوحى من أحداث حقيقية شهدها في بيئته منذ سنوات.

تدور أحداث الفيلم حول فتاة في خطر، حيث يسعى مجموعة من الرجال إلى ذبحها حتى يتمكنوا من فتح مقبرة فرعونية، لأن في اعتقادهم يجب التضحية بروح إنسان كقربان إلى الجن الحارث للمقبرة.

 

 

المخرج يتحدث

وعلى هامش افتتاح مهرجان الإسماعيلية الدولي، تحدث أحمد بدر كرام لـ “الشروق” عن كواليس فكرة الفيلم: “كان لدي أكثر من فكرة انتهيت من كتابتها، نابعة من البيئة التي نشأت فيها، لكن اخترت هذه القصة لتكون البداية في أول تجربة إخراجية لي لأن بالتزامن مع بداية إنتاج الفيلم تزايدت أعداد الحوادث التي تدور حولها قصة الفيلم، ولكن اخترت نهاية لا تعكس الواقع بل تسلط الضوء على إمكانية التغيير“.

وأضاف: “نشأت في بيئة صعيدية وانتقلت إلى القاهرة، لذلك أنا نتاج مجتمعين مختلفين، ولكن الأولى بالنسبة لي أن أتناول أمورًا ترتبط بمجتمعي الأول الذي نشأت فيه منذ الصغر، ولكن لدي أفكار أخرى ترتبط بمجتمع المدينة، وقد نوهت في بداية الفيلم عن وجود حوادث قتل من أجل فتح المقابر التراثية لأنني اكتشفت عدم معرفة بعض الأشخاص بالقضية من الأساس واندهاشهم من وقوعها“.

شكر كرم أنه خاض رحلة بحث طويلة عن لوكيشن تصوير يشبه قرية في الصعيد، لأن التصوير في الصعيد كان من التحديات الكبرى بالنسبة للميزانية، فلا يمكن التنقل إلى هناك لأن الأمر مكلف للغاية، وبحث في مدن كفر الشيخ والجيزة حتى عثر على قرية بمواصفات يريدها، أما عن الزمان فقد اختار أن يكون غير محدد لأنه يسعى لطرح تساؤلات من خلال رحلة الفتاة وليس تقديم حلول أو أفكار.